
في ظل التحديات التي تواجه المجتمعات العراقية بسبب الصراعات والتطرف، قدمت رابطة التضامن العراقية للشباب نموذجًا رائدًا في تمكين الشباب والنساء عبر مشروع "المبادرات المجتمعية من قبل المجموعات الشبابية والنسائية"، الذي نُفذ بالشراكة مع برنامج الأمم المتحدة الإنمائي (UNDP). استهدف المشروع تعزيز السلام والتماسك الاجتماعي في خمس محافظات عراقية: الأنبار، ديالى، صلاح الدين، كركوك، ونينوى، حيث كانت الرابطة الجهة المنفذة للمشروع بأكمله.
دور رابطة التضامن في تصميم وتنفيذ المبادرات
بخبرتها الممتدة في العمل الشبابي والمجتمعي، قادت رابطة التضامن العراقية للشباب هذا المشروع منذ مراحله الأولى، حيث صممت منهجيات تدريبية شاملة للمجموعات الشبابية والنسائية. ركزت التدريبات على تطوير مهارات الاتصال الفعال، وإدارة الحوار، وبناء قدرات المشاركين للعمل على التخفيف من الصراعات وتعزيز التماسك الاجتماعي.
كما قامت الرابطة بتنظيم لقاءات تشاورية مع خبراء في قضايا السلام والتنمية، حيث أتيحت للمجموعات الفرصة للاستفادة من المعرفة التخصصية ودعم صياغة خطط عمل مبتكرة.
المبادرات المجتمعية: أدوات التغيير الإيجابي
أشرفت رابطة التضامن العراقية للشباب على تنفيذ 20 مبادرة مجتمعية في المحافظات المستهدفة. تضمنت هذه المبادرات برامج نوعية مثل "يوم الحوار والسلام"، الذي سعى إلى بناء جسور التفاهم بين مكونات المجتمع المختلفة، و"مبادرة من أجلها نصنع السلام"، التي سلطت الضوء على دور المرأة في تحقيق الاستقرار المجتمعي.
عملت الرابطة على توفير التمويل اللازم لكل مبادرة، مما ساعد المجموعات الشبابية والنسائية على ترجمة أفكارهم إلى واقع ملموس. كما ركزت المبادرات على نشر ثقافة السلام والتعايش عبر وسائل مبتكرة، منها استخدام وسائل التواصل الاجتماعي لنقل رسائل السلام وتعزيز الهوية الثقافية.
ضمان الاستدامة
لعبت رابطة التضامن دورًا رئيسيًا في متابعة وتقييم تنفيذ المبادرات المجتمعية. من خلال زيارات ميدانية وتقارير دورية، تم قياس الأثر الذي حققته المبادرات على المستفيدين والمجتمع المحلي. على سبيل المثال، ساعدت مبادرات الحوار والتماسك في تقوية الروابط بين فئات المجتمع المختلفة، كما ساهمت في توعية الشباب بمخاطر التطرف وأهمية الانخراط في العمل المجتمعي.
الشركاء والمستفيدون
إلى جانب العمل مع المجموعات الشبابية والنسائية، تعاونت رابطة التضامن مع مؤسسات الدولة، ومنظمات محلية، وقيادات مجتمعية. شمل المشروع 10 مجموعات شبابية ونسائية، بمعدل مجموعتين لكل محافظة، مع تحقيق استفادة مباشرة وغير مباشرة للمجتمعات المحلية في المحافظات المستهدفة.
رؤية رابطة التضامن المستقبلية
انتهى المشروع في اب 2023، لكن أثره الإيجابي يبقى حاضرًا في المجتمعات المستهدفة. تؤمن رابطة التضامن العراقية للشباب بأن تمكين الشباب والنساء هو المفتاح لتحقيق سلام مستدام في العراق. لذلك، تواصل الرابطة السعي لتوسيع نطاق مثل هذه المشاريع والعمل على تعزيز الشراكات المحلية والدولية لتحقيق أهداف تنموية طويلة الأمد. عبر مشروع "المبادرات المجتمعية"، أثبتت رابطة التضامن العراقية للشباب قدرتها على تحويل التحديات إلى فرص، ودورها الحيوي في بناء مجتمعات أكثر استقرارًا وتماسكًا. إن استمرار هذا النوع من المشاريع سيعزز من فرص تحقيق مستقبل أفضل وأكثر إشراقًا لجميع العراقيين.